ملكة مصرية تلعب لعبة السنت

 

بقلم الباحثة / جيهان سيد
لعبة السنت من الألعاب التي اشتهرت في الحضارة المصرية القديمة وهي تشبه لعبة الشطرنج حاليًا, تعددت أشكالها ومواد صنعها فتكون مكونة من لوحة لربما مصنوعة من الأبنوس أو العاج مقسمة لعدة مربعات صغيرة نُقش على بعضها أحيانًا رموز هيروغليفية ومعبودات مصرية قديمة, في الغالب تتكون من 30 مربع على 3 صفوف أي كل صف يحتوي على 10 مربعات, ويلعبها اثنان معًا حتى يستطيع أحدهم هزيمة الآخر.
طريقة اللعب الصحيحة لم يتم الوصول إليها حتى الآن ولكنها اجتهادات لأٌقرب طريقة يمكن اللعب بها, يعود أقدم ذكر لها لحوالي 5100 عام, وقد ظهرت في عدة مقابر كمقبرة الطبيب حسي رع من الأسرة الثالثة.
لعبة السنت تعني لعبة العبور لِما لها من دلالة دينية, فكانت تنقش على جدران المقابر وأيضًا في كتاب الموتى وضمن الأثاث الجنائزي بسبب اعتقاد المصري القديم في أنها تساعد المتوفى على التغلب على صعاب العالم الآخر وتساعده في الوصول لحقول الإيارو (الجنة) ورمزت أيضًا لانتصار الخير على الشر, وهناك من يرى أنها بغرض التسلية لأنها من الألعاب التي تنشط الذاكرة وتنمي الذكاء.
عُثر على لعبة السنت كمجسم وليس نقش في مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك بالأقصر وهي من أشهر أشكال لعبة السنت المتعارف عليها وموجودة حاليًا بالمتحف المصري في التحرير.
عادةً ما وجدنا لعبة السنت على جدران المقابر الخاصة بالأفراد والملوك ولكن الجديد هنا أننا وجدنا ملكة مصرية تلعب لعبة السنت لأول مرة وهي الملكة نفرتاري زوجة الملك رمسيس الثاني, وقد اشتهرت مقبرتها بالألوان الزاهية كأنها صُنعت بالأمس.
فتظهر الملكة نفرتاري – واسمها يعني جميلة الجميلات – في مقبرتها بوادي الملكات وهي جالسة على كرسي وتمسك في يدها اليسرى صولجان السخم (القوة) وفي يدها اليمنى نرى قطعة من قطع لعبة السنت وتفكر الملكة فأي موضع ستضعها حيث لم يتم التوصل إلى طريقة لعب المصري القديم لهذه اللعبة.

Related posts

Leave a Comment